في خضم المحاولات البائسة التي يستخدمها أعداء الجُنوب لبثً الفتن وإرباك كل تقدًم يحرزه الجنوب ‘ يبرز بشكل جلي أن التعاون بين المملكة العربية السعودية والمجلس الانتقالي الجُنوبي مسألة جوهرية ضمن المعادلة الإقليمية المعقدة ‘ وقد أظهرت التطورات الأخيرة أن المملكة ‘ التي لطالما لعبت دورًا رئيسيًا في حسم الصراع الحالي ‘ قد تجد في المجلس الانتقالي الجنوبي حليفًا استراتيجيًا لتحقيق استقرار طويل الأمد في الجنوب ‘ وبالتالي الحفاظ على مصالحها الخاصة في المنطقة والاقليم.
لم يكن وصول قضيتنا الى هذا المستوى من القوة والحضور السياسي إقليميًا ودوليًا أمرًا سهلًا ‘ لكن الشراكة الاستراتيجية المتينة بين الجنوب ودول التحالف العربي ‘ كانت أقوى من كل العقبات والتحديات ‘ وطالما كان الجنوب قويًا بكل أبنائه وشراكاته الاستراتيجية ‘ نُجددً اليوم تأكدينا على أن هذا الوطن الجُنوبي أكثر صلابة ‘وهذه الأصوات التي تظهر عدائها للمملكة من عصابات الاخوان ‘ نؤكد لهم بأننا نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب مننا خطوة وطنية نحو مزيدًا من التنسيق والتعاون والشراكة.
ويمثل الانتصار الأخير الذي حرزه أبطال قواتنا المُسلحة الجنوبية في تحرير وادي حضرموت ‘ ميثاق شرف وطني يتم التوافق عليه مع كافة القوى والمكونات الجنوبية ‘ لضمان تحقيق أهدافنا الوطنية المشتركة ‘ ولا يقتصر الأثر الإيجابي لتحرير وادي حضرموت على الجانب العسكري المباشر ‘ بل يمتد ليُعززً فرص الشراكة الأمنية الاستراتيجية بين الرياض والجنوب ‘ إن استقرار حضرموت ‘ وخاصة واديها ‘ يُمثل الآن “درعًا متقدمًا” يُساهم في منع أي تمددً مستقبلي لجماعات العنف أو مُحاولات إعادة إنتاج الفوضى التي عانت منها المنطقة لسنوات طويلة.
ومن هنا يمكن القول انه في ظل المتغيرات المتسارعة في المشهد الحالي ‘ بات من الواضح أن المجلس الانتقالي الجنوبي يُمثل الشريك الأكثر استقرارًا وواقعية للسعودية ‘ من خلال تعزيز هذا التعاون ‘ تستطيع السعودية حماية مصالحها الإقليمية في الجنوب ومواجهة التهديدات الحوثية والإيرانية في الشمال ‘ المجلس الانتقالي أثبت قدرته على فرض الأمن والاستقرار في الجنوب ‘ ويملك الإمكانيات السياسية والعسكرية لدعم الجهود السعودية لتحقيق التوازن الإقليمي المطلوب لمواجهة التهديدات الحوثية والإيرانية.
في الختام ‘ أن شراكتنا الاستراتيجية مع دول التحالف العربي ‘ بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة محل اعتزاز وأهمية بالغة ‘ وأن تطويرها والبناء على ما تم إنجازه فيها مستمر نحو تكامل جنوبي حقيقي مع منظومة دول الجوار وشعوبها الشقيقة ‘ وسيظل أبناء الجنوب ومجلسهم الانتقالي شريك أساسي فاعل وعمق استراتيجي للمملكة العربية السعودية وبقية دول التحالف العربي في حفظ الأمن القومي العربي وإحباط المشاريع والمخططات التوسعية الهادفة للمساس بأمن الخليج والوطن العربي.
أخيرًا ‘ شعب الجنوب لن ينسى المواقف الصادقة للمملكة العربية السعودية ومساندتها ووقوفها الى جانبهم في أصعب الظروف والمراحل وستظل خالدة في ذاكرة شعبنا الذي لا يزال يتطلع الى دعم واهتمام قيادة المملكة سياسيًا واقتصاديًا بما يحقق تطلعاته المشروعة.




















