في مناسبة عيد الجيش الجنوبي، تبرز أسماء خالدة في ذاكرة الوطن الجنوبي، كان لها الدور الأبرز في بناء وتأسيس جيش وطني قوي ومتماسك.
من بين هؤلاء القادة، يسطع اسم العميد الركن محسن حمادي أحمد، نائب قائد اللواء التدريبي لشؤون التدريب والتأهيل، والذي يُعدّ من أبرز القادة العسكريين الذين تركوا بصمة لا تُنسى في مسيرة الجيش الجنوبي.
*تاريخ حافل بالتضحيات
اشتهر العميد الركن محسن حمادي بقوته وصلابته، وحنكته القيادية في مواجهة أصعب التحديات. إذ أسهم خلال مسيرته الطويلة في تأهيل وتدريب نخبة من القادة العسكريين، الذين تولوا مهام قيادية بارزة في تشكيلات الجيش الجنوبي، الأمر الذي جعله أحد أعمدة المؤسسة العسكرية في الجنوب. يحمل الرجل بين دفتي سيرته الذاتية
*خلفية أكاديمية وعسكرية
حيث تلقى تعليمه العسكري العالي في كلية موسكو العسكرية لمدة ست سنوات، وهي واحدة من أعرق الأكاديميات العسكرية عالميًا، ثم راكم خبرة ميدانية طويلة على أرض الواقع، من خلال سنوات خدمته الفعلية في الجيش الجنوبي، مما جعله نموذجًا للقائد المتكامل، علمًا وخبرة.
*تكريم قائد مقدام
لم تكن شجاعته مجرد سمة بل كانت واقعًا مشهودًا له في ميادين القتال، فقد نال وسام الشجاعة من دولة رئيس الوزراء، وهو أحد أرفع الأوسمة العسكرية التي تُمنح للضباط الذين أظهروا شجاعة فائقة في مواجهة العدو. ويعد هذا الوسام تكريمًا مستحقًا لما قدمه العميد محسن من تضحيات وإقدام في ساحات القتال.
*التغييب القسري
رغم ما قدّمه من عطاء، لم يسلم العميد الركن محسن حمادي، كغيره من ضباط الجيش الجنوبي، من التغييب القسري عن ميدان الخدمة العسكرية عقب حرب صيف 1994م، حيث تم استبعاده قسرًا من ممارسة مهامه العسكرية. وقد شكل هذا الإقصاء خسارة كبيرة للمؤسسة العسكرية الجنوبية، التي حُرمت من كفاءته وخبرته المتراكمة.
*شهادة وفاء
اليوم، في عيد الجيش الجنوبي، يُستذكر أبناء الجنوب مواقف الرجال الأوفياء الذين خدموا الوطن بإخلاص وتفانٍ، ويأتي العميد الركن محسن حمادي أحمد في طليعة هؤلاء. فرغم الغياب القسري، ظلت إنجازاته حاضرة، وذكراه عالقة في ذاكرة رفاقه ومحبيه وكل من تتلمذ على يديه. إن ما قدمه من جهود في سبيل بناء وتدريب الجيش الجنوبي سيظل محفورًا في صفحات التاريخ، وسيبقى رمزًا من رموز العطاء الوطني.