يُعـد العمل التعاوني من الركائز المهمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لما له من قدرة فريده على تمكين المجتمعات وتعزيز النمو العادل وترسيخ مبادئ المسئولية والتعاون والمشاركة ، وهو الإطار الإقتصادي والاجتماعي المؤهل لتحقيق التنمية المستدامة والاكثر تأهيلا لتنفيذ التوجيهات القيادية في تحقيق الأمن الغذائي لارتباطه المباشر بلانتاج وبمصالح وحقوق قاعدة واسعة من الأفراد منتجي الغذاء من المزارعين في بلادنا.
الأمن الغذائي لايزال يشكل عقبة مفصلية في العالم بأسره ، وقُدرت كل دولة على تأمين الغذاء لكل سكانها على حد سواء ومن دون نقص يزداد صعوبة عاما بعد عام خاصة بعد الأزمات والحروب والتدهور ألذي يشهده العالم .
لهذا من الضروري على كل دولة أن تضع خطط واضحة وشاملة تساعدها على مواجهة مشكلة الأمن الغذائي ، عبر تطوير الإنتاج المحلي وتوفير التمويل اللازم لذَلك ، أو عبر الاستيراد والمساعدات الخارجية..
لذَلك يُعد ضمان الأمن الغذائي جانباً حاسماً للتنمية المستدامة الأمر الذي يتطلب جهوداً منسقة لعددا من القطاعات ذات الصلة والمهتمة بالشأن الاقتصادي ..
وتحقيق الأمن الغذائي من أهم الصعوبات التي تواجه القيادة والشعب الجنوبي إذا مأ تم اعلان الإدارة الذاتية أو مرحلة انتقالية مزمنة بكل الصلاحيات أو إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الجنوبية الاتحادية الفدراليه المستقلة ، حينها ستدخل البلاد في أزمة خطرة في الأمن الغذائي والحالة الإنسانية نظراً لإفتقار محافظات الجنوب إلى المؤسسات الاقتصادية التي تدير تامين الأمن الغذائي في بلادنا ، خصوصا بعد أن دمر نظام الاحتلال كافة الهيئات والمؤسسات الاقتصادية التي كانت تقوم بإدارة واستقرار الأمن الغذائي..
لغرض توفير مصدر تمويل دائم لمنظومة تأمين الأمن الغذائي يسعى الاتحاد إلى تكامل جهود المشاركة في إنشاء صندوق الأمن الغذائي الجنوبي الذي يشكل مهمة وطنية كبيرة ، نظراً لأهميته ومرونة تأسيسه وسهولة تمويله لارتباطه بالجانب الإنساني ودوره في تقديم الدعم الكامل لمنظومة تأمين الأمن الغذائي المتمثلة في الهيئات والمؤسسات الاقتصادية للقطاع العام والقطاع التعاوني وبقية القطاعات المكونة للاقتصاد الوطني ، كما يشكل خطوة متقدمة نحو إستقلال القرار الاقتصادي الجنوبي لتقوية الموقف العسكري والسياسي والدبلوماسي لاستعادة الدولة..
لهذا حرص الاتحاد على إعداد تصور متكامل بشأن إنشاء صندوق الأمن الغذائي الجنوبي ، نأمل من القيادة الاهتمام والعمل على تقديم الدعم للإتحاد لاستكمال اعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لإنشاء الصندوق ليكون رافداً اقتصادي لكافة الهيئات والمؤسسات الاقتصادية المرتبطة بتحقيق الأمن الغذائي.