أثارت التطورات الأخيرة في قضية مقتل مديرة صندوق النظافة بمحافظة تعز، الشهيدة أفتِهان المشهري، جدلاً واسعًا عقب إعلان السلطات الأمنية مقتل المتهم الرئيس محمد صادق المخلافي خلال مواجهة مسلحة مع قوة أمنية، وسط اتهامات من شهود عيان بأن العملية لم تكن اشتباكًا كما أُعلن، بل أقرب إلى القتل المباشر.
وفي السياق ذاته، سلّم محمد سعيد المخلافي أخو القيادي الإخواني حمود المخلافي، نفسه للتحقيق بعد ورود اسمه في فيديو اعترافات منسوب للمتهم، مؤكداً التزامه بالقانون واستعداده للمثول أمام الجهات المختصة، فيما وصف حذيفة حمود سعيد المخلافي الحملة الإعلامية المصاحبة للقضية بأنها “مدروسة وتهدف إلى التشويه”.
وشهدت مدينة تعز احتجاجات غاضبة عقب مقتل المشهري، حيث خرج المئات إلى الشوارع مطالبين بالكشف عن جميع المتورطين في الجريمة وتسليمهم للعدالة دون استثناء، كما دعوا إلى رحيل السلطة الإخوانية التي يتهمونها بالتستر على الجناة وعرقلة سير العدالة.
وأكدت شرطة تعز في بيان لها استمرار الحملة الأمنية المشتركة لملاحقة المطلوبين وعدم التهاون مع أي متورط في القضية، غير أن ناشطين ومراقبين شددوا على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة وشفافة تشمل نشر الأدلة وتقارير الطب الشرعي وشهادات الشهود، بما يضمن تحقيق العدالة ويعزز ثقة المواطنين بمؤسسات الأمن والقضاء.
وتعيش مدينة تعز منذ سنوات حالة من الفوضى والانفلات الأمني منذ سيطرة مليشيات حزب الإصلاح (جماعة الإخوان المسلمين) عليها، وسط اتهامات متزايدة بتورط عناصرها في انتهاكات جسيمة وجرائم اغتيال ونهب وسط صمت وتواطؤ الأجهزة الأمنية، ما فاقم من معاناة السكان وعمّق أزمة الثقة في مؤسسات الدولة.