ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس أن سلطات الاحتلال أقرت إغلاق مطار وميناء إيلات ابتداءً من الأحد المقبل، إثر تصاعد هجمات الحوثيين، بالتزامن مع غارات جوية شنها الجيش الإسرائيلي على مواقع هامة داخل العاصمة السورية دمشق.
وكانت إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة استئناف العمليات العسكرية ضد الحوثيين، معتبرة أن تهديداتهم لم تعد محصورة بإسرائيل وحدها، بل تمس الأمن البحري الإقليمي والدولي.
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصدر حكومي إسرائيلي أن تل أبيب دعت إلى تكثيف الضربات ضد الحوثيين، عبر هجمات مشتركة تشمل طائرات أمريكية وإسرائيلية، إلى جانب تشكيل تحالف دولي أوسع.
إلى ذلك شن الطيران الحربي الإسرائيلي أمس الأربعاء سلسلة غارات على دمشق، مستهدفاً مبنى الأركان العامة ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، في حين أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن رسائل التحذير لدمشق انتهت، وتوعّد بما أسماها “ضربات موجعة”، وذلك عقب تجدد الاشتباكات العنيفة في السويداء جنوب البلاد.
وأُصيب مدنيان بجروح جراء قصف إسرائيلي استهدف وسط دمشق ظهر الأربعاء، بحسب قناة الإخبارية السورية. فيما أعلن مصدر أمني إسرائيلي أن الجيش أغار على مدخل مقر الأركان السورية، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الغارة “رسالة موجهة للشرع بشأن أحداث السويداء”.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه “ملتزم بتحالف عميق مع إخواننا الدروز”، مشيراً إلى أن سلاح الجو هاجم نحو 160 هدفًا في سوريا منذ الليلة الماضية، معظمها في السويداء.
وهدد وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس الحكومة السورية بـ”مواصلة مهاجمة القوات السورية حتى انسحابها من المنطقة”، مضيفاً أن القصف استهدف “هدفاً قريباً من القيادة العامة بدمشق، والضربات ستستمر بالتصاعد ما لم تستوعب الرسالة”.
وتابع كاتس أن وتيرة الضربات في سوريا سترتفع إذا لم تفهم دمشق الرسالة، مضيفاً أن جنوب سوريا سيكون منطقة منزوعة السلاح.
من جانبه، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الوضع في السويداء وفي جنوب غرب سوريا خطير جداً، مضيفاً: “نعمل لإنقاذ إخوتنا الدروز وللقضاء على عصابات النظام”.
وقصف سلاح الجو الإسرائيلي أهدافاً تابعة للحكومة السورية في محافظة السويداء تزامناً مع تجدد الاشتباكات في المدينة بين قوات الأمن السوري ومجموعات مسلحة.
وعلى الأرض في الجنوب السوري، تتواصل المواجهات العنيفة في محافظة السويداء لليوم الرابع على التوالي بين قوات الجيش السوري والأمن الداخلي من جهة، ومجموعات مسلحة وصفتها السلطات بـ”الخارجة عن القانون” من جهة أخرى.
وقالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 169 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين في المحافظة منذ الأحد الماضي، بمن فيهم مدنيون وأطفال ونساء وطواقم طبية.
ويعود بداية التصعيد إلى دخول قوات الجيش والأمن الداخلي إلى السويداء يوم الأحد بهدف بسط سيطرة الدولة في ظل “فراغ أمني” تعيشه المحافظة منذ الثامن من كانون الأول 2024.
وفي حين رحبت “الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز” مبدئيًا بالتحرك، دعا شيخ العقل حكمت الهجري لاحقًا إلى “مقاومة” وجود الجيش، وفقًا لتلفزيون سوريا.
وتفجرت الأحداث في السويداء عقب مواجهات مسلحة بين مجموعات درزية وأخرى بدوية شهدتها أحياء المدينة قبل أيام، وخلفت قتلى وجرحى، وعلى إثرها دخلت قوات تابعة للجيش ووزارة الداخلية السورية سعيًا لضبط الأمن في المدينة.