في مشهد يعكس عظمة التضحيات وصلابة الإرادة، أحيا الجنوبيون الذكرى الخامسة لتحرير جزيرة سقطرى من ميليشيا الإخوان، في لحظة تاريخية لا تزال حاضرة في ذاكرة الجنوب كعنوان للنصر والسيادة. ففي مثل هذا اليوم، سطّر أبطال القوات المسلحة الجنوبية ملحمة بطولية خالدة، لقنوا خلالها الميليشيا هزيمة نكراء أنهت مشروعاً إرهابياً كان يستهدف هوية سقطرى وموقعها الجيوسياسي الفريد.
ذلك اليوم المفصلي لم يكن مجرد حدث عسكري، بل محطة فاصلة حمت الجزيرة من الانزلاق إلى فوضى مرسومة بعناية من قبل قوى التطرف، وأعادت القرار السيادي إلى أهله، ورسّخت الانتماء الوطني لأرض الجنوب في أقصى حدود الوطن. فقد جاءت معركة التحرير كردّ عملي على محاولات العبث بتركيبة الجزيرة السكانية والثقافية، وكسرت طموحات تحويل سقطرى إلى نقطة انطلاق لمخططات لا علاقة لها بأمن المنطقة واستقرارها.
اليوم، وبعد مرور خمس سنوات، تقف سقطرى شامخة، تنبض بالأمان تحت راية الجنوب، ومحصّنة بإرادة أبنائها الذين أثبتوا أن لا مكان للمشاريع المشبوهة على أرضهم. وتستمر الذكرى بإلهام الأجيال، وتأكيد أن النصر كان نتيجة وعي شعبي عارم ودعم سياسي وعسكري متكامل، لن يسمح بعودة أي تهديد يمس أمن الجزيرة وهويتها الفريدة.