عدن-الرأي السقطري-متابعات:

كتب / د. صدام عبدالله

تشكل التحركات التي يقوم بها أعضاء الجالية الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية نقطة محورية في مساعي شعب الجنوب نحو استعادة دولته كاملة السيادة وفي ظل الظروف الراهنة والتحديات التي يواجهها الجنوب تعد هذه الجهود الدبلوماسية والشعبية بمنزلة شريان حياة يربط تطلعات الداخل بالخارج، مسلطة الضوء على قضية عادلة ومطالب مشروعة، اذ تستقبل العاصمة الأمريكية واشنطن من اليوم ال 16 إلى ال18 من يونيو الجاري عددا من رؤساء ونشطاء الجاليات الجنوبية في عموم الولايات المتحدة، في خطوة تعكس الأهمية المتزايدة للتحركات الخارجية في دعم قضية شعب الجنوب.

تتمحور فكرة هذه التحركات حول برنامج مكثف يهدف إلى إيصال صوت الجنوب إلى أروقة صنع القرار في الولايات المتحدة، حيث يتضمن البرنامج عقد لقاءات مكثفة في مبنى الكونجرس الأمريكي والإدارة الأمريكية، وهي منصات حيوية للتأثير وصياغة السياسات، ويكون الهدف الأساسي من هذه اللقاءات هو توضيح المعاناة الإنسانية التي يعاني منها شعب الجنوب، وتسليط الضوء على الأوضاع المأساوية التي فُرضت عليهم جراء الصراعات والحروب، كما لا تقتصر هذه التحركات على عرض المشكلات فحسب، بل تمتد لتشمل المطالبة بإنهاء الحرب والدور المحوري الذي تلعبة القوات الامنية والعسكرية الجنوبية في مواجهة الإرهاب الذي يهدد استقرار المنطقة برمتها، إن هذه التحركات تستند إلى إيمان راسخ بأن الحلول المستدامة لا يمكن أن تتحقق دون إنهاء العنف وإرساء دعائم الأمن،

وإن الهدف الأسمى من هذه المساعي هو إحلال السلام العادل الذي يعيد لشعب الجنوب حقه في تقرير مصيره وبناء دولته الفيدرالية المستقلة، كما تؤكد هذه التحركات إن مطلب استعادة الدولة الجنوبية ليس مجرد شعار سياسي، بل هو تعبير عن إرادة شعب يتوق إلى الاستقرار والازدهار والعيش بكرامة. وتعد هذه التحركات بمنزلة فرصة ذهبية لتقديم رؤية واضحة لمستقبل الجنوب بعيدا عن التدخلات الخارجية، وبما يضمن حقوق جميع مكوناته، فالدولة الجنوبية المستقلة هي السبيل الوحيد لتحقيق تطلعات الشعب في التنمية والعدالة الاجتماعية.

اخيرا يمكن القول ان هذه التحركات ممكن تبرهن على أن قضية شعب الجنوب ليست قضية محلية فحسب، بل هي قضية إقليمية ودولية تستدعي اهتماما ودعما، وإن جهود الجالية الجنوبية في أمريكا هي شهادة على إصرار شعب الجنوب على نيل حقوقه المشروعة وبناء مستقبله بيديه، ومع استمرار هذه التحركات وتوسيع نطاقها فإنها تعزز الأمل في تحقيق السلام العادل واستعادة الدولة كاملة السيادة، ليصبح الجنوب نموذجا للاستقرار والتنمية في المنطقة.