مع تصاعد وتيرة التصعيد العسكري بين موسكو وكييف، شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب هجومًا حادًا على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا إياه بـ”المجنون”، وذلك في أعقاب الغارات الروسية المكثفة على المدن الأوكرانية.
وحذّر ترمب من أي محاولة روسية للسيطرة الكاملة على أوكرانيا، مؤكدًا أن مثل هذا التحرك قد يؤدي – بحسب وصفه – إلى “سقوط روسيا”.
وفي أول رد فعل على تصريحات ترمب، قال الكرملين إن الهجمات الروسية استهدفت مواقع عسكرية، وجاءت ردًا على ضربات أوكرانية طالت أهدافًا مدنية داخل روسيا. وأضاف أن تصريحات الرئيس الأميركي تعبّر عن “توتر عاطفي في لحظة حاسمة”.
رغم ذلك، أعرب الكرملين عن امتنانه لدور ترمب في دعم جهود إطلاق مفاوضات السلام، مشيرًا إلى استمرار العمل على مذكرة سلام، دون تقديم مسودة رسمية من الجانب الروسي حتى الآن.
تأتي هذه التطورات في وقت وجّهت فيه موسكو تحذيرًا شديد اللهجة من العواقب المحتملة لتزويد الدول الغربية أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى.
وفي السياق نفسه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تعرضت لأكبر هجوم بالطائرات المسيرة منذ بداية الغزو الروسي، معتبرًا أن موسكو تنفذ هذه الهجمات لأنها “تشعر بالإفلات من العقاب”. ودعا زيلينسكي الولايات المتحدة وأوروبا إلى الرد على روسيا باستخدام القوة وتشديد العقوبات المفروضة عليها.
تصريحات زيلينسكي تزامنت مع إعلان الاتحاد الأوروبي عن حزمة جديدة من العقوبات ضد موسكو، وقرار ألماني يقضي برفع القيود عن مدى الأسلحة المقدّمة لأوكرانيا، بما يسمح لها باستهداف مواقع عسكرية داخل الأراضي الروسية.
من جانبه، رأى الكاتب السياسي الأميركي بيتر روف، في حديثه لقناة “التلفزيون العربي” من واشنطن، أن هذه المستجدات ستترك أثرًا مباشرًا على مسار المفاوضات بين موسكو وكييف، خصوصًا بعد تصريحات ترمب. وأشار إلى أن غالبية الأميركيين لا يرغبون بانخراط بلادهم في الحرب، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا يوجد شرخ بين مواقف الولايات المتحدة وأوروبا، بل إن هناك دائمًا تمايزًا واضحًا في رؤيتهما للأزمة.