في زمنٍ تتراكم فيه الأزمات فوق صدورنا — لا رواتب، لا كهرباء، لا خدمات — يخرج من يحاول استغلال وجع الناس لتبديل بوصلة الوعي، وكأننا لم نعد نبحث إلا عن “لقمة العيش”.
لكن من يعرف الجنوب، يعرف أن نضالنا لم يكن يومًا لأجل الخبز وحده، بل لأجل الخبز الممزوج بالكرامة والسيادة.
نريد أن نأكل من زرعنا، وننعم بخيرات أرضنا، وتُدار مواردنا بقرارٍ منّا لا من غيرنا. أولئك الذين يروّجون أن الشعب تعب أو استسلم، إنما يخافون من وعينا لا من جوعنا. لأننا حين نجوع، نزداد إدراكًا لِمن سرق قوتنا وقرارنا. وحين يظلموننا، تشتعل فينا شعلة الكرامة أكثر.
وحين يحاولون تشويش صوتنا، نرفع الوعي أعلى من أصواتهم. قضيتنا لم تولد من ترفٍ أو رغبة في سلطة، بل من الفقر والظلم والتهميش، ومن إرادةٍ بأن نعيش أحرارًا على أرضنا.
وكل ما يُفرض علينا اليوم من معاناة ليس إلا اختبارًا جديدًا لوعينا الجماعي — هل نرى الصورة كاملة، أم ننشغل بالفتات؟
في 14 أكتوبر، نجدد العهد بأننا لا نحارب لأجل شعار، بل لأجل مستقبل تُصان فيه لقمة العيش بالسيادة، وتُصان فيه الكرامة بالحق.