المتحدة؛ فهل التفتت أصلًا إلى الوفد الذي تتحدث عنه أنت؟ وأنت تدرك أن الملف اليمني هو ملفّ التحالف، وأن أمريكا ترى ما يراه التحالف السعودي–الإماراتي، وتنطلق قراءتها من ذلك.
كنتَ، وما زلتَ، تدّعي في لقاءاتك أنك تدافع عن القضية الجنوبية. فهل هكذا يكون الدفاع عن قضية شعبٍ دخل الوحدة بصدق، ثم أُهين في وطنه وأنتم تتفرّجون؟ وحين رفع راية الاستقلال، أخرجتموه من الملّة؟
ثم إنك، يا عزيزي، لا تُقرّ بالدور التخريبي لتنظيم الإخوان المسلمين، ولا تعترف بالتقارير الدولية التي تشير إلى تحوّل المنطقة العسكرية الأولى إلى بؤرة للإرهاب وتهريب السلاح إلى الحوثيين والجماعات المتطرفة. أم أن انتقادك يخضع لمنطق الخطاب الانتقائي السائد الآن، حيث أصبح الحل – في رأيكم – هو إعادة جنرالات الإخوان الهاربين إلى ثكناتهم، وإخراج أبناء الأرض من أرضهم؟
أين كانت هذه القوات حين احتل تنظيم القاعدة مدينة المكلا؟ وأين كانت حين كاد الحوثي أن يسقط مأرب؟ ألم تكن القوات الجنوبية هي من تصدّى، وحمى، وقدّم التضحيات؟
كنتُ أفضّل، يا أخي وصديقي، أن تبقى محافظًا على شوكة الميزان، فنحن نحسبك من أهل العقل، فلا تأتينا بخطاب ترهيب عن اقتتال جنوبي–جنوبي، ولا بالقول إن المجلس الانتقالي لا يمثّل الجنوبيين، أو إن هناك من الجنوبيين من هو مستعد للقتال مع الحوثيين أو الإخوان أو بقايا النظام الشمالي لغزو الجنوب.
يا عزيزي مصطفى، أنتم لم تتعلّموا بعد لغة الحوار، وهذا دليل جديد؛ إذ سرعان ما تعودون إلى لغة التهديد والوعيد، بدل أن تعملوا بصدق على الجلوس معًا للحديث عن الخطوات التالية التي ستُفضي، بالتدرّج، إلى إعلان استقلال الجنوب، وإعداد العُدّة لمعركة تحرير صنعاء.
لقد حان الوقت. خطاب المجلس الانتقالي واضح للقاصي والداني. والحلول أمامكم، وهو خطاب ساطع كضوء الشمس في رابعة النهار.
والجنوب سيبقى وفيًّا للتحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمجلس الانتقالي لن يبيع قضية شعب الجنوب.
تعالوا ننهض بواجباتنا الوطنية، ونضع لغة التهديد جانبًا، ونفكّر بعقلٍ بارد في أفضل الخيارات المتاحة، لا في أوهام «تنازلات الضرورة».
أراك دائمًا بخير، وأراك – كما أعتقد أنني عرفتك – في صف العقل، وفي صف الحوار.