في تحرك يعكس حالة من الغضب والاستياء المتراكم، تصاعدت مؤخراً مطالبات أبناء قبيلة باكازم في مديريتي أحور والمحفد بمحافظة أبين بالانضمام إدارياً إلى محافظة شبوة المجاورة.
ويأتي هذا المطلب، الذي وصفه الكاتب الصحفي “خالد شوبه” ـ كاتب صحفي وعضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوببين ـ في مقال له بـ “صرخة وجع تبعية بلغ الحلقوم”، كتعبير علني عن رفض سياسات الإقصاء والتهميش التي عانت منها المديريتان.
وأكد شوبه في مقاله “صرخة باكازم” أن هذه الرغبة التي “طالما أخفاها أبناء باكازم قهراً وكمداً”، تعالت أصواتها المؤيدة الآن وبقوة متجاوزة المحظورات، مشدداً على أن معاناة أبناء باكازم لا تزال مستمرة، وتسرد فصولاً من “الأسى والحرمان المتراكم”.
وأضاف شوبه أن “صرخة باكازم اليوم صرخة عزلة، صرخة وجع، صرخة قوم كُبلت وحوصرت في رقعة محاطة بالتبعية والإرتهان، وتركت عمدا تصارع الحرمان خارج الخريطة الجغرافية والإدارية لهذا الوطن المكلوم”.
وبحسب المقال، لا يقتصر وجع المديريتين على غياب الخدمات الحياتية فحسب، بل يمتد إلى “غياب المشاركة وانتزاع القرار” والتعامل مع أبناء باكازم كـ “احتياطي بشري” يُستذكر فقط وقت الحاجة للمعارك الانتخابية أو القبلية، ويُنْسى أمرهم عند توزيع المناصب والموارد.
وأشار الكاتب إلى أن هذا التهميش المتعمد أدى إلى إقصاء النخب والكفاءات عن مواقع التمكين وصنع القرار، وكرّس حالة من التبعية والعجز، وحرمهم من التمثيل العادل الذي يعكس حجمهم ومساهمتهم الوطنية.
وأوضح الكاتب أن الدعوة إلى الانضمام لشبوه ليست مجرد تغيير في الخريطة الإدارية، بل هي “رغبة في الخروج من طوق العزلة والحرمان والبحث عن بيئة إدارية أكثر عدلاً واستجابة”.
وشدد شوبه على أن باكازم لم تكن يوماً غريبة عن محيطها الشبواني، مؤكداً أن الروابط القبلية والجغرافية والمصالح المشتركة مع شبوة هي الأقوى، معتبرا ذلك هذا التعبير محاولة “لاستعادة سياقهم الطبيعي وكسر الحدود المصطنعة” التي أدت إلى عزلهم عن بيئتهم القبلية الأصيلة وتجاهل دورهم كمركز ثقل مجتمعي ووطني.
وختم خالد شوبه مقاله، بمناشدة السلطات المعنية، مؤكداً أن وجع باكازم “بلغ الحلقوم”، وأن استحالة استمرار حالة التبعية هذه بات قناعة راسخة لدى أبناء باكازم، داعياً إلى “الاستماع لهم وتفهم رغباتهم المشروعة والنظر في مطالبهم الحقة وسرعة معالجة ما يمكن معالجته قبل أن تتجاوز الأصوات ما هو أبعد من ذلك”.