بعد أكثر من عام على الجريمة البشعة التي هزّت الرأي العام في تعز، أعلنت أسرة الشهيد محمد عبدالجليل الراشدي عن تشييع جثمانه يوم السبت الموافق 27 سبتمبر 2025، بعد أن قُتل بدم بارد على يد فاروق قاسم فاضل – شقيق قائد محور تعز – الذي ما يزال حراً طليقاً دون أن تطاله يد العدالة.

وفي بيان أصدرته الأسرة، أكدت أن القاتل أقدم بتاريخ 29 يونيو 2024 على اختطاف والدهم من أمام المسجد وتعذيبه وإطلاق النار عليه حتى الموت في مشهد وحشي يتنافى مع كل القيم الدينية والإنسانية. وأشارت الأسرة إلى أن “صمت محيط القاتل وعدم إدانة الجريمة خلال أكثر من 453 يوماً، شكّل غطاءً وحاضنة للمطلوبين ومرتكبي الجرائم، خصوصاً من ذوي النفوذ.”

وأكد البيان أن دفن الجثمان لا يعني طيّ القضية، مجدداً الدعوة للسلطات المعنية بسرعة القبض على القاتل وتقديمه للمحاكمة، ومشدداً على حق الأسرة في الاستمرار بالاحتجاج السلمي حتى تحقيق العدالة، داعياً الحقوقيين والإعلاميين وأصحاب الضمير الحي إلى تبنّي القضية والضغط حتى الاقتصاص لدم الشهيد.

وتأتي هذه التطورات في ظلّ تصاعد حالة الانفلات الأمني الخطير في مدينة تعز، حيث تشهد المحافظة موجة من عمليات الاغتيال والاعتداءات التي يقف خلفها نافذون وقيادات تابعة لحزب الإصلاح (جماعة الإخوان المسلمين في اليمن)، وسط صمت وتراخٍ أمني.
وكان آخر تلك الجرائم اغتيال أفتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين في المحافظة، والتي قُتلت بعملية مدبرة نفذتها عصابات تابعة للإخوان، ما يعكس حالة الفوضى الأمنية التي تعيشها المدينة وتواطؤ الجهات الرسمية في حماية المتورطين.

وختمت أسرة الراشدي بيانها بالتأكيد أن “الرحمة والخلود لوالدنا الشهيد، والخزي والعار للقاتل الجبان ومن وفروا له الغطاء والحماية، وحسبنا الله ونعم الوكيل”.