تناول تحليل نشرته مجلة ذا أتلانتيك للكاتب روبرت وورث كيف أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار مع الحوثيين يشكل مثالاً واضحاً لتجسيد سياسة “أمريكا أولاً” في تعامل واشنطن مع القضايا الدولية.
وأوضح التحليل أن الولايات المتحدة قررت الانسحاب من النزاع مع الحوثيين دون أن تضع حداً له بشكل نهائي. وحذّر من أن اقتصار الهدنة على الجانب الأمريكي فقط، دون أن تشمل بريطانيا وحلفاء غربيين آخرين تعرضت سفنهم لهجمات الحوثيين، قد يؤدي إلى تعميق الانقسام بين ضفتي الأطلسي ويزيد من تدهور العلاقات بين واشنطن وشركائها الأوروبيين.
وأشار التحليل إلى البيان الصادر عن سلطنة عُمان، التي لعبت دور الوسيط في المحادثات التي سبقت الهدنة، والذي بدا وكأنه يلمح إلى احتمال توسع الاتفاق ليشمل دولاً غربية أخرى.
واعتبر وورث أن الاتفاق يمنح إدارة ترامب فرصة لالتقاط الأنفاس بعد أن دخلت الحرب مع الحوثيين مرحلة معقدة، مع تصاعد التكاليف واحتمال تحوّل النزاع إلى مستنقع سياسي وعسكري. وعلى الرغم من أن الضربات الأمريكية الأخيرة ألحقت ضرراً بالحوثيين، إلا أنها لم تحقق الهدف المعلن للرئيس ترامب، وهو “القضاء التام” على الجماعة.
وأكد التحليل أن الحوثيين ما زالوا يشكلون تهديداً حقيقياً لأمن الخليج ولحركة الملاحة في البحر الأحمر، بعدما أظهروا خلال الأشهر الـ18 الماضية قدرة متكررة على تعطيل الشحن الدولي.
وفيما يتعلق بتوقيت الإعلان عن الهدنة، رجّح التحليل أنه مرتبط بمحادثات خلف الكواليس بين إدارة ترامب وإيران حول الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن طهران – باعتبارها الداعم الرئيسي للحوثيين – قد تكون قدّمت وقف إطلاق النار كبادرة حسن نية تمهيداً لتفاهمات قادمة بشأن برنامجها النووي.