قال وزير الخارجية الأسبق خالد اليماني إن قيام دولة مستقرة في الجنوب سيمثّل مكسبًا استراتيجيًا عالي الأهمية ومنخفض الكلفة للولايات المتحدة، في ظل تصاعد التنافس الدولي في البحر الأحمر وتنامي نفوذ إيران والصين وروسيا في المنطقة.
وفي مقال نشره موقع Middle East Forum، أشار اليماني إلى أن تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي لتعزيز سيطرته في محافظتي حضرموت والمهرة أنهت عمليًا آخر وجود عسكري لفصائل موالية لجماعة الإخوان المسلمين ومتعاونة مع جماعة الحوثي، مؤكدًا أن اليمن لم يعد دولة موحدة، بل بات يضم كيانين سياسيين قائمين بحكم الأمر الواقع.
وأوضح أن الحوثيين رسخوا في شمال اليمن نظامًا ثيوقراطيًا مواليًا لإيران ومعاديًا للولايات المتحدة ومصالح الأمن الغربية، ويتعاون مع الحرس الثوري الإيراني، ويسهّل نقل الأسلحة، ويفتح المجال أمام نفوذ روسي وصيني في المجال البحري الإقليمي.
في المقابل، قال إن المجلس الانتقالي الجنوبي يدير مناطق الجنوب بدعم من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ويؤمّن الموانئ الرئيسية، ويكافح تنظيم القاعدة، ويعترض عمليات التهريب الإيرانية-الحوثية، فضلًا عن حمايته لمضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم.
وأضاف أن موانئ عدن والمكلا، إلى جانب جزيرة بريم وأرخبيل سقطرى، توفّر مواقع موثوقة للخدمات اللوجستية البحرية ومكافحة الإرهاب وإتاحة الوصول البحري للقوات الأميركية، معتبرًا أنها أكثر استقرارًا واعتمادية من منشآت تقع في بيئات خاضعة للنفوذ الإيراني.
ورأى اليماني أن وجود إدارة جنوبية مستقرة ومتوافقة مع الغرب ينسجم مع أولويات استراتيجية الأمن القومي الأميركية، لا سيما حماية سلاسل الإمداد العالمية، وتأمين الممرات البحرية، والحد من نفوذ وكلاء إيران، ومنع توسع الصين وروسيا في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأشار إلى أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي أبدت استعدادها للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، ما قد يوسّع إطار السلام الإقليمي المتوافق مع المصالح الأميركية، داعيًا واشنطن إلى دعم مسار منظم وتدريجي نحو قيام دولة جنوبية بإشراف إقليمي ودولي.
وحذّر الكاتب من أن ترك تطورات الجنوب تتشكل من دون انخراط أميركي فعّال قد يفتح المجال أمام إيران لتوسيع نفوذها في البحر الأحمر، ويمنح الصين وروسيا فرصًا أكبر لتعزيز وجودهما البحري، معتبرًا أن الولايات المتحدة تقف أمام خيار واضح: إما المساهمة في صياغة النتيجة، أو القبول بنتيجة يصوغها الآخرون.