بسم الله الرحمن الرحيم “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي” صدق الله العظيم
بيان نعي بقلوب يعتصرها الألم، مكلومة بالحزن، ومؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعي إلى شعبنا الجنوبي الأبي في الداخل والخارج، وإلى كل الأحرار في كل مكان، رحيل رفيق الدرب والنضال، القائد والمناضل الجسور أديب العيسي، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالتضحية والعطاء من أجل استعادة دولة الجنوب المستقلة. لقد كان الفقيد قائداً استثنائياً، ورجلاً بحجم وطن، نذر حياته منذ فجر شبابه لقضية الجنوب العادلة. فانخرط في صفوف الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقته الأولى في عام ٢٠٠٧، حاملاً راية الحرية والاستقلال، وطاف وشارك في جميع فعاليات وأنشطة الحراك في كافة محافظات الجنوب، ولم يتوانَ يوماً عن تلبية نداء الواجب الوطني. ومع اندلاع ثورة الشباب في عام ٢٠١١، كان الفقيد في طليعة صفوفها، ملهماً للشباب، وداعماً لطموحاتهم وتطلعاتهم، حتى استحق عن جدارة لقب “أبو الشباب”. وعندما داهمت جحافل مليشيات الحوثي أرضنا الطاهرة في عام ٢٠١٥، كان القائد أديب العيسي من أوائل من لبوا نداء الدفاع عن العاصمة عدن، حيث شارك بفعالية في قيادة المقاومة الجنوبية، مقدماً أروع صور البسالة والفداء في مواجهة قوى الظلم والعدوان. لم يكن نضال فقيدنا مقتصراً على الميدان العسكري فحسب، بل كان صاحب رؤية سياسية ثاقبة، وساعياً دؤوباً لتوحيد الصف الجنوبي. فكان صاحب مشروع “الوفاق الجنوبي”، ومن ثم مشروع “الائتلاف الوطني الجنوبي”، إيماناً منه بأن وحدة القوى الجنوبية هي السبيل الوحيد لتحقيق أهداف شعبنا. لقد نشأ الفقيد في كنف أسرة مناضلة، وتشرّب منها قيم حب الوطن والتضحية من أجله. عُرف عنه طيبة القلب ونقاء السريرة، وكان شخصية محبوبة تحظى باحترام وتقدير كافة القوى السياسية، لما لمسوه فيه من صدق وإخلاص وتفانٍ. لقد خضنا معاً غمار الثورة والمقاومة، وفقدنا في سبيل استعادة أرضنا وإعلان استقلالنا رفاقاً أعزاء ارتقوا شهداء. وتعرض فقيدنا لعدة محاولات اغتيال غادرة، وفقد أعز رفاقه وأقربائه، فما زاده ذلك إلا ثباتاً وصلابة وإصراراً على مواصلة الدرب حتى تحقيق النصر. إن رحيل القائد أديب العيسي في هذا الظرف الدقيق من تاريخ قضيتنا يمثل خسارة فادحة للجنوب، لكننا نعاهد روحه الطاهرة، ونعاهد شهداءنا الأبرار، بأننا سنظل على العهد ماضون، حاملين الراية التي سقطت من يده، ومواصلين النضال حتى تحقيق الحلم الذي أفنى حياته من أجله: استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وألهم أهله وذويه ورفاق دربه وشعبنا الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.