في خضم تحولات إقليمية ودولية متسارعة، يخطو الجنوب بخطوات واثقة نحو تحقيق تطلعات شعبه، مستنداً إلى قيادة سياسية صلبة يمثلها الرئيس عيدروس الزُبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي، وإلى جانبه التفاف شعبي غير مسبوق يترجم حلم الدولة المستقلة إلى واقع ملموس.
منذ سنوات ظلّت قضية الجنوب حبيسة التعقيدات السياسية وصراعات النفوذ الإقليمي، غير أن الإرادة الشعبية الجنوبية ، مدعومة برؤية قيادتها ممثلة برئيس عيدروس الزبيدي، استطاعت نقل الملف من مربع الأمنيات إلى مسار عملي يسعى لبناء مؤسسات الدولة الجنوبية على الأرض، وتحصين الجبهة الداخلية، ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والخدمية.
كما يميز المرحلة الحالية هو حجم الثقة المتبادلة بين الرئيس الزُبيدي والشعب الجنوبي ، والتي تتجسد في الاستجابة الواسعة لقراراته الأخيرة. هذه القرارات لم تقرأ باعتبارها خطوات إدارية فحسب، بل كجزء من خارطة طريق نحو تثبيت معالم الدولة الجنوبية القادمة.
كما أن المشاهد اليومية في عدن وباقي مدن الجنوب، من تفاعل شعبي واسع، ووقوف المواطنين في صف واحد خلف قيادتهم، تؤكد أن القضية الجنوبية تجاوزت مرحلة الشك والانتظار، ودخلت مرحلة “اليقين السياسي” المدعوم بالعمل والتنظيم المؤسسي.
كما يدرك الجنوبيون أن طريق استعادة الدولة ليس مفروشا بالورود، فالحرب لم تعد عسكرية فقط، بل امتدت إلى ساحات الاقتصاد والإعلام والخدمات ومع ذلك، فإن الحضور السياسي للانتقالي إقليمياً ودولياً إلى جانب تماسك الجبهة الداخلية، يمنح الجنوب قدرة استثنائية على الصمود في مواجهة هذه التحديات.
كما بات اليوم الحديث عن الجنوب المستقل حاضراً بقوة في الإعلام الإقليمي والعالمي ولم يعد حبيس غرف النقاش المغلقة وذلك نتائج التجربة السياسية التي يقودها الانتقالي مع دول العالم، وما تحمله من مؤشرات على بناء مؤسسات مستقلة، تعطي انطباعا واضحاً بأن الجنوب يرسم فعلياً ملامح دولته القادمة بثقة، وبأن المستقبل لم يعد حلماً بعيد المنال.