في بلدٍ تحوّل فيه الإنسان إلى رقم، وتحوّلت المساعدات إلى دعاية، وحدها الإمارات ما زالت تتصرّف كما لو أن الكرامة لا تُقايض، ولا تُسوّق.
يوم أمس، وصلت باخرة إماراتية إلى ميناء المكلا، محمّلة بما يعجز عن تقديمه كل “جيش” المنظمات التي تتغنّى بالمبادئ وتخذل عند التنفيذ:
420 طنًا من المواد الغذائية والإيوائية، سيارات إسعاف ودفع رباعي، أدوات إنعاش لقطاعات صحية وخدمية تموت ببطء.. الدعم لم يأتِ عبر مؤتمرات ولا عبر صناديق دولية معلّقة، بل هبط بشكل مباشر، واضح، وبدون شروط.
دعم لا يحتاج لتقارير مصقولة
ما تقوم به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في حضرموت لا يحتاج إلى ديباجات إعلامية، ولا إلى استعراض صحفي.. منذ 2016، وهي تشتغل في الظل، بينما تصرخ وكالات الأمم المتحدة وتصدر تقارير تحصد بها الميزانيات ولا يراها المواطن إلا على الشاشات.
الإمارات دخلت حضرموت من الباب الذي لا تجرؤ عليه غيرها: الإغاثة بلا انتظار، والتنمية بلا كلام فاضي.
أرقام لا يكذبها الواقع
توزيع أكثر من 220 ألف سلة غذائية خلال سنوات السابقة.
إعادة تشغيل وافتتاح عشرات المدارس والمستشفيات في وقت كانت الوزارات تتبادل اللوم.
تزويد مناطق نائية بالمياه والكهرباء بعد أن تخلى عنها الجميع.
تمويل برامج للتمكين والمهارات بدل تكديس الشعارات حول “العدالة الاجتماعية”.
من يوزع الغذاء؟ ومن يلتقط الصور؟
الفرق بين من يوزع الخبز، ومن يلتقط صورة بجانبه، فرق بين من يعيش الأزمة، ومن يستهلكها.. هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لم تركب الموجة، ولم تنتظر مؤتمرًا لتتبرع، بل كانت حاضرة قبل الكاميرات، وستبقى بعد مغادرتها.
مسؤولون بلا مجاملة
في حديثه للأحقاف نت، قال مدير مكتب الشؤون الاجتماعية بساحل حضرموت أحمد باظروس:
“هذه المساعدات تنقذ، لا تُجمّل الواقع، بل تغيّره. ما تقدّمه الإمارات يفوق أي دعم سمعنا عنه ولم نرَه.”
الصوت الذي لا يُروّج له
المنظمات تتحدث عن “الشفافية”، وتخفي أرقامها في مكاتب مغلقة، والإمارات لا تتحدث، بل ترسل باخرة ومن شاء أن يقارن، فلينزل إلى الأحياء والقرى والمخيمات، ومن شاء أن يهاجم، فليُفصح عمّا فعله غيرها.