في مشهد يعانق تاريخ-حضرموت النضالي ويستحضر روح 2016، أطلق اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك – القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي ومحافظ حضرموت الأسبق – شرارةَ التحضير لمؤتمر حضرموت الجامع في نسخته الثانية، ملوّحًا بورقة «الميثاق الحضرمي» كسفينة نجاة من دوّامة الانقسامات السياسية التي تتقاذف سواحل المحافظة.
بن بريك أكّد في تصريح ناري أن مؤتمر 2016 لم يولد على فراش من حرير، بل انتزع حقَّه وسط الركام، وأن رهانات اللحظة الراهنة تستدعي وقفةَ صمودٍ جديدة تُغلِّب صوت حضرموت على ضجيج الوكالات والأجندات المتشظّية.
الرجل شدّد على أن «صوابية الفكرة لا تُستولد إلا من رحم المعاناة»، وأن زمن إشهار التضحيات إلى العلن قد حان كي تتجسّد في عمل مؤسسي يحمي حضرموت من أي رياح عاتية قد تعصف بالمنطقة.
وعلى وقع هذا التصعيد الإيجابي، كشف ابن بريك عن تشكيل ثلاث لجان متخصصة تحرّكت بالفعل على الأرض: الأولى تتواصل مع النخب السياسية والثقافية والعلمية لتطويق هوّة الخلاف وحقن الشارع بجرعة أملٍ إيجابية؛ والثانية تعكف على غربلة عشرات التقارير الميدانية التي خُطّت في لقاءات إبريل الماضي بالمكلا لصوغ توصيات وقرارات تواكب المتغيرات الملتهبة؛ أمّا الثالثة فتكتب مسودة «ميثاق شرف» وأُطرًا قانونية تمنح المؤتمر حقّ حمل القضية الحضرمية تفاوضيًا، تمهيدًا لتشكيل وفد نوعي يتحدث باسم المحافظة في أي محفل إقليمي أو دولي.
هذه الخطوات، وفق تصريحاته، ليست مجرد تحرّك شكلي، بل عملية تعبئة شاملة تستهدف إعادة هندسة المشهد المحلي واستعادة زمام المبادرة قبل أن تتحوّل ساحات حضرموت إلى بؤر استقطاب متصارعة.
بن بريك ختم رسالته بالتشديد على أن المسؤولية التاريخية تفرض «أن نصدق الله ما عاهدناه عليه»، مؤكّدًا أن مؤتمر حضرموت الجامع سيبقى المظلّة الضرورية لـ«حماية البيت الحضرمي» من تشظيات الوقت الراهن، ومعلنًا أن الصراع هذه المرّة يكون على طاولة العقول لا فوهات البنادق.