عدن -الرأي السقطري-متابعات:

علي محمد سيقلي

في زمن التحولات المصيرية، تبرز الأسئلة الكبرى التي تصوغ وعي الشعوب وتعيد ترتيب الأولويات الوطنية. 

ومن بين تلك الأسئلة الجوهرية، سؤال الأستاذ الفاضل والصحفي المتألق صالح بن عوذل.

“ما هي الهوية الجنوبية، وماذا تعني؟” وهو سؤال لا يُطرح لمجرد التعريف أو الوصف، بل لاستنهاض الذاكرة الجمعية، واستدعاء المسار النضالي، وترسيخ المفهوم في وجدان الجيل الجديد.

الهوية الجنوبية ليست مجرد عنوان جغرافي أو تصنيف إداري، بل هي تعبير عن وجود تاريخي، وثقافة متجذرة، ونضال مستمر، وحق سياسي مشروع. إنها البوصلة التي توجّه الخطاب، والأساس الذي تبنى عليه الدولة الجنوبية، والركيزة التي لا يمكن التفريط بها مهما اختلفت الرؤى أو تعددت الاجتهادات.

من هذا المنطلق، تأتي إجابتي محاولة للإضاءة على هذا المفهوم، من خلال بعديه الثقافي والسياسي، وإبراز أهميته في تشكيل الوعي الجنوبي وبناء مستقبله.

الهوية الإعلامية الجنوبية هي الإطار الإعلامي الذي يعكس الخصوصية الثقافية والتاريخية والسياسية والاجتماعية لشعب الجنوب في اليمن، ويعبّر عن تطلعاته وهويته الوطنية، ويرتبط بمشروعه السياسي في استعادة دولته وهويته المستقلة.

عناصر الهوية الإعلامية الجنوبية:

1. التأكيد على الانتماء للجنوب ككيان سياسي وشعبي مميز، له تاريخه وحدوده وثقافته، وتمثيل هذا الانتماء بوضوح في الخطاب الإعلامي.

2. تقديم رواية الجنوب من وجهة نظر أبنائه، خاصة ما يتعلق بفترة ما قبل الوحدة (دولة الجنوب)، وأحداث ما بعد الوحدة (1990)، والحرب (1994)، وانطلاق الحراك الجنوبي (2007)، والمقاومة الجنوبية (2015)، وصولاً إلى الحراك السياسي الراهن، وهو ما يعرف بالسردية التاريخية الجنوبية.

3. تبني قيم الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال، ورفض الظلم والتبعية والضم القسري، بما يعزز صورة الجنوب كقضية تحررية عادلة.

4. إبراز التراث الجنوبي، والعادات، واللهجات، والفنون، والرموز الثقافية، بطريقة تعزز الفخر بالهوية الجنوبية وتنمي الوعي بها لدى الأجيال الجديدة.

5. الابتعاد عن الخطاب التحريضي أو الإقصائي، والدعوة إلى التكاتف الجنوبي، ومعالجة الانقسامات، بما يخدم المشروع الوطني الجامع.

6. الحفاظ على القيم المهنية في نقل الخبر والتحليل والرأي، بما يعزز الثقة في الإعلام الجنوبي كمصدر مسؤول وفاعل.

أهداف الهوية الإعلامية الجنوبية:

ـ ترسيخ الوعي بالهوية الجنوبية الوطنية.

ـ الدفاع عن قضية الجنوب على المستويين المحلي والدولي.

ـ بناء إعلام موحد وفاعل يخدم مشروع الدولة الجنوبية.

ـ مواجهة حملات التشويه والتضليل ضد الجنوب وقضيته.

ـ تعميق الانتماء الثقافي والسياسي لدى الأجيال الجديدة.